في ليلة جميلة ... خيم السكون في ارجائها ... دخلت غلرفتي لأنعم ببعض الراحة والهدوء بعيدا عن ضوضاء الحياة ومشاكلها ... جلست أطالع كتابا ...بعد برهة هب نسيم عليل ... فقد كان الشباك مفتوحا ... شعرت به يدعوني لإلقاء نظرة ... فأغلقت الكتاب ... وتوجهت نحو الشباك ملبية ندء النسيم ... رفعت بصري ... ورحت انظر في السماء... فإذا هي جميلة ... بديعة ... يخيل للناظر بأنها متشحة بعباءة سوداء وقد تزينت ببعض النجوم المتلالئة والمتناثرة هنا وهناك لتضفي جمالا أخاذا على هذا الكون ... وهناك ... هناك في الاعالي ... جلس البدر متربعا عرش السماء كالملك ... فلا أحد يفوقه في الحسن والجمال ... خيل إلي أنه يبتسم لي ... فابتسمت له... اعمضت عيني ... ولم اشعر بنفسي إلا وهو ممسك بيدي ...يدعوني للتأمل في جمال هدا الكون وبديع صنعه ... أخذني في جولة حول الكون ... رأينا جبالا عظيمة شاهقة ...ووديانا عيقة ... وسهولا منبسطة ... رأينا المياة بصورها المتعددة ... فتلك شلالات منهمره تكاد تتكسرالصخور تحتها من شدة تدفقها ... وتلك بحارا مالحة ... وهذه أنهارا وجداول عذبة ... وينابيع متدافقة من باطن الارض... فضلا عن الكائنات البديعه التي تعيش في هذه المياة وصور الحياة المتعدده التي تعج بها البيئة من أسماك ونباتات... رأينا النباتات واشكالها وأنواعها الا يعد ولا يحصى ... وحيوانات متعددة الاشكال و الأنواع.. كل خلق في بيئة تناسبه فيستطيع التكيف معها رغم قساوتها ...وأخيرا هو الانسان الذي خلقه الله وصوره فأبدع في خلقه وتصويره ... أعطاه السمع والبصر والقدرة على الكلام ... منحه نعمة العقل والتمييز دون سائر المخلوقات ... وجعل الكون مسخرا له ...ليستغله في صالحه وينتفع من نعمه على ان يحسن استغلالها فيما امر الله ...
ادركنا الوقت ... فقد كان يمر كدقائق معدوده... كلمح البصر ... تمنيت أن تطول الرحلة ... أن أتعرف اكثر على اسرار هذا الكون الجميل ... نظر اليَ البدر مبتسما وهمس في أذني .. أريد أن أريك شيئا جميلا قبل عودتنا ... أمسك بيدي ... أخذني إلى منزل صغير .. وبالتحديد إلى غرفة ذافئه... فأشار بيده انظري هناك ... وإذا به طفل صغيرفي المهد قد لا يبلغ من العر إلا بضعة أيام ... كان وجهه كفلقة البدرفي ليلة تمام ... تفرست فيه طويلا في ذلك الوجه البريء ... وتوست فيه الخير... الخير الكثير...تمنيت ان يعيش حياة جميلة ...سعيدة ... ملؤها الراحة والأمان... أن لا يبخل عليه الزمن بالحب والاستقرار .. أن ينعم بكل تلك النعم العظيمة التي منحها الله لخلقه من بني البشروان يستغلها لمنفعته ومنفعة الاخرين فيما يرضى الله..
لم ارغب في مفارقة ذلك الوجه الجيل ... فهناك الكثير من الأمنيات والعوات التي لم أطلبها بعد ... ولكن صديقي العزيز اعلن انتهاءالرحلة ... وهمس في أذني ... هيا افيقي ... فقد عدنا أدراجنا ... فتحت عيني ورحت انظر في الكان ... واذ بي بغرفتي المتواضعه أطل من الشباك ... يا له من حلم ... لقد أخذني بعيدا عن الواقع ... وفعت بصري نحو السملء فإذا به هناك ... صديقي العزيز ... البدر ... يبتسم لي ويلوح بيده ويطبع على خدي قبلة المساء ....