سحر الغرام
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 الموقع : مجموعة شوق القلوب في مكتوب
| موضوع: غداااا تغرد العصافير .... الثلاثاء يونيو 01, 2010 7:43 pm | |
| غدا تغرد العصافير "حكاية القرد والعصافير الطيبة"
1 تسلق أحد القرود أعلى شجرة في الغابة.. واتخذ من قمتها مقرا دائما له.. ومـن هناك شرع يراقب الحيوانات ويتجسس عليها، ويشاهد ويسجل كل شئ تقريبا.. كان قـردا مزاجيـا، سيء الخلق.. ينقل الأخبار إلى الملك بسرعة القرود.. ولا يتورع بالوشاية بأي كان مهما كان حجمه أو نوعه.. من يدب منهم على أربع ومن يمشي على اثنتين، من يزحف منهم على الأرض.. أو يطير في السماء. من مكانه المميز الذي يتوسط الغابة كان يراقب الجميع.. ولا يدع شاردة ولا واردة إلا سجلها ونقلها أولا بأول إلى سيده الملك.. وكان مصدر قلق وإزعاج للجميع دونما استثناء. كان وبسرعة القرود.. ينتقل من شجرة إلى أخرى.. في مهمات استطلاعية كثيرة ومتكررة... قتل الملك بسببها الكثيرين.. وأنزل عقابه الشديد بالبعض، وشرد آخرين. أزعج هذا التصرف المشين كل الحيوانات، وأضر بها وبمصالحها.. فلا زمت أوكارها وديارها، ولم تعد تغادرها إلا للضرورة القصوى.
2 وكان ثمة بالقرب من شجرة القرد.. شجرة أخرى تقطنها مجموعة من العصافير، كانت تعرف عن القرد، ما لا تعرفه بقية الحيوانات.. رأت العصافير ما حل بحيوانات الغابة.. فذهبت إليها في أوكارها، ومخابئها عارضة مساعدتها بالخصوص. سخرت الحيوانات من العصافير.. وقالت لها: نحن نشكرك أيتها العصافير الجميلة.. لكننا نعتذر عن قبول عرضكم. ــ ولِــمَـَا.. !!! قالت العصافير باستغراب. ــ وهــل تحسنون غير التغريــد.. الذي يطرب القرد ويسعــده، أكثر من أي شــيء آخــر. ــ نعم.. لا نحسن غير التغريد.. لكننا وبالتغريد وحده نستطيع مساعدتكم. ــ كيف.. ؟ قالت الحيوانات باستغراب ــ اسمعي أيتها الحيوانات.. بحكم موقعنا المجاور لمقر إقامة القرد.. نستطيع إخباركم بتحركاته أولا بأول.. لتأخذوا حذركم. ــ لكن ذلك لا يجدينا نفعا، ولا يقدم لنا حلا. ــ مهلا أيتها الحيوانات.. نحن نعرف عنه كل شيء تقريبا.. نعرف متى ينام ومتى يستيقظ.. متى يخرج من وكره ومتى يعود إليه.. ونعرف أيضا على أي شجرة يجلس.. وفيمن يراقب.. ومن هنا نستطيع وبواسطة التغريد.. أن ننبهكم إلى مكان وجوده. ــ وهــو كــذلك. قالت الحيوانات
3 منــذ ذلك الوقت لم تعد العصافير تغرد كل صباح ومساء.. أو عندما يحلو لها التغريد.. أقتصر تغريدها على أماكن بعينها، وفي أوقات متباعدة وغير محــددة.. ولم يعرف القرد سبب امتناعها عن التغريد في أوقاتها المعتادة.. اعتقد بادئ الأمر أن مرضا أصابها فمنعها من التغريد. لكن وبمرور الوقت.. أدرك أن العصافير لا تغرد إلا تنبيها للحيوانات التي يراقبها.. ولكي يتأكد من ذلك، شرع لبعض الوقت، يرقب تصرفها المثيــر للشكــوك. وأخيرا وبعدما عرف كلمة السر.. وعرف أيضا دور العصافير الذي افسد عليه مخططاته ومقالبه.. طار بسرعة القرود، يقفز من شجرة إلى أخرى، حتى وصل إلى شجرتها.. فقتل صغارها وشرد كبارها.. ودمر أعشاشها ورمى بها إلى الأرض. وعندما عادت العصافير إلى أوكارها.. ورأت ما حل بصغارها وأعشاشها.. بكت بكاء شديدا، وجلست على شجرتها كئيبة حزينة، وأقسمت بأغلظ الأيمان بأنها لن تباشر التغريد مجددا إلا إذا قتل القرد.
4 سمعت الحيوانات ما حل بالعصافير.. فحزنت هي الأخرى حزنا شديدا.. وعقدت اجتماعا عاجلا تدارست خلاله إمكانية مساعدة العصافير الطيبة في محنتها.. وقبل أن يبدأ الاجتماع بقليل، وقف زعيم الأفيال وقال بصوته الجهوري: غدا تغرد العصافير. قالت الحيوانات متسائلة باستغراب: كيف.. ؟ لم يجبهم زعيم الأفيال على سؤالهم.. أدار لهم ظهره الكبير وغادر الاجتماع، دون أن يفسر لهم.. كيف ستغرد العصافير.
5 في منتصف الليل، وعندما نام القرد فوق شجرته العالية.. جمع زعيم الأفيال كل أفيال الغابة، وذهب بهم مباشرة، وتحت جنح الظلام إلى شجرة القـرد.. وهناك - ودونما تأخير وبهدوء تام وبقوة فيل واحد - دفعت الأفيال الشجرة فسقطت على الأرض، فتناثرت أغصانها وتطايرت أوراقها، ووقع القرد من فوقها مغشيا عليه، فداسته الأفيال بأقدامها ومات في الحال. صباح اليوم التالي.. شاهدت العصافير جثة القرد ملقاة على الأرض.. ففرحت وغنت وعادت تغرد من جديد.. وفرحت بقية حيوانات الغابة، وعاشت في وئام وسلام.
| |
|